ما هي اسباب تساقط الشعر بغزارة وهل يُمكن تجنبها؟

اسباب تساقط الشعر من الأمور المُزعجة سواءً للرجال أو للنساء أو حتى لكبار السن، في هذا المقال نُلق الضوء على أهم تلك الأسباب سواء كانت مرضية أو عادات يومية خاطئة؛ مساهمةً منا لتجنب تلك الأسباب والاستمتاع بشعر صحي دون مشاكل.

الشعر هو تاج المرأة ورأس مالها وسر جمالها الذي تتباهي به ويُشعرها بأنوثتها، ولكن ماذا إن مرت بك الليالي والشهور ووجدتِ نفسك تُسقطين هذا التاج عن رأسك رغمًا عنكِ تحت وطأة اسباب تساقط الشعر الكثيرة والمُتعددة؟

قد يكون الأمر مُقلقًا مُدمِّرًا لنفسيتك ولكن عزيزتي لا داعي للقلق فلكل مُشكلة أسبابها وسُبل علاجها، ولأن العلاج دومًا يبدأ حينما نضع أيدينا على الأسباب ونُحددها بدقة فسنتناول معك خلال هذا الموضوع اسباب تساقط الشعر رُبما إن تفاديتها حُلت مُشكلتك التي تظنينها عويصة بسهولة.

ما هي أهم اسباب تساقط الشعر ؟

قبل أن تبحثين عن اسباب تساقط الشعر لا بد أن تُفرّقي أولًا بين تساقط الشعر في حدوده الطبيعية وبين التساقط المرضي الذي يستحق قلقك؛ فحسب رأي أطباء الأمراض الجلدية: يفقد الإنسان يوميًا ما بين 60 إلى 100 شعرة خلال التصفيف أو حتى العبث بالشعر، ترتفع إلى 250 شعرة عند الغسل وهي نسبة طبيعية وغير مُقلقة.

ولكن عليكِ سيدتي أن تبدأي بالقلق حينما تُلاحظين تساقط شعرك بغزارة أثناء عملية غسله أو عند الاستيقاظ من النوم كل صباح، كما عليكِ البحث عن أيٍ من اسباب تساقط الشعر الكثيرة والمُتشابكة ينطبق عليكِ.

ويُمكن حصر الأسباب التي تؤدي إلى سقوط الشعر في سببين رئيسيين تندرج تحتهما سلسلة من الأسباب الفرعية هي:

تصرفات خاطئة أثناء غسل وتصفيف الشعر

هُناك مجموعة من التصرفات الخاطئة التي هي بمثابة جرائم ترتكبينها في حق شعرك دون أن تُعيريها انتباهًا أو تعلمي بمدى تأثيرها السلبي على نمو شعرك وصحته مثل:
غسل الشعر بماء ساخن، وهو من أشهر التصرفات الخاطئة التي تؤدي إلى تأذي وموت بُصيلات الشعر وتساقطها، ويزداد الأمر سوءً إن قُمتِ بتصفيفه بعد غسله مُباشرة؛ إذ تكون مسام الشعر لا تزال مفتوحة فيكون موت وسقوط الشعرة أسهل.
كما يُعد التصفيف المُتكرر أو باستخدام مشط بلاستيكي أو ضيق من أهم اسباب تساقط الشعر إذ تُولّد الأمشاط البلاستيكية شُحنات كهربية تؤثر سلبًا على نمو الشعر، بينما تتسبّب الأمشاط الضيقة في شد الشعر وتكسّره.
وتلجأ بعض السيدات إلى الاهتمام بمظهر الشعر وأناقته على حساب صحته من خلال اتباع تسريحات تعتمد على شد الشعر، مما يتسبّب في حدوث فراغات بفروة الرأس وتراجع مناطق نمو الشعر تدريجيًا بمرور الوقت، وهي عادة أصبحت تتبعها نسبة كبيرة من الأمهات مع أطفالهن الصغار، مما يؤدي لانتشار ظاهرة تساقط الشعر بين الأطفال مُقارنةً بالفتيات والسيدات للسبب نفسه.
كما يتسبّب استخدام مُجففات وصبغات الشعر بكثرة في تساقط الشعر؛ حيث يجعل الشعرة أضعف وأكثر عُرضة للتقصف والتساقط.
كذلك يُساهم الإفراط في تجفيف الشعر بعد الاستحمام في جعل سقوطه أسهل بسبب مسامه المفتوحة، كما يتسبّب النوم على أغطية وسائد خشنة وغير قُطنية في توليد شحنات كهربية تُؤخر عملية نمو الشعر وتُسبّب تساقطه.

سقوط الشعر المرضي

وهو حالة من سقوط الشعر تنتج عن الإصابة ببعض الأمراض الجلدية أو المناعية أو تناول بعض صنوف الأدوية التي تؤثر سلبًا على عملية نمو الشعر وتُسبّب تساقطه بغزارة، ويُمكن حصر أسبابه في:
الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم الحاد نتيجة لنقص في مُعدلات الحديد والبروتين وفيتامين ب 12 وغيرها من الفيتامينات والمعادن الأساسية لنمو الشعر والحفاظ على صحته مما يجعله أكثر تعرضًا للسقوط، وعادةً ما يتبع ذلك أمراض سوء التغذية أو الحميات الغذائية القاسية لإنقاص الوزن.
كذلك تؤدي الإصابة بالثعلبة أو الذئبة أو القوباء الحلقية إلى تساقط الشعر حيث تتسبّب في وجود فراغات في فروة الرأس خالية تمامًا من الشعر.
وتُعد الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية وتكيسات المبايض واضطرابات الأيض والاضطرابات النفسية التي تؤثر على عملية تناول الطعام كفقدان الشهية أو الشراهة العصبية من أهم اسباب تساقط الشعر.
وفي ضوء ما يتعلق بصحة الشعر وفروة الرأس ذاتها فإن الشعر الدهني الذي يُعاني من زيادة في إفراز الدهون في فروة الرأس وما يترتب عليها من الإصابة بفطريات وقشرة الرأس يرفع من احتمالات تساقط الشعر خاصةً إن صاحب ذلك سوء استخدام لمُستحضرات العناية بالشعر أو استخدام مُستحضرات غير مُلائمة لطبيعته الدهنية.
وهذا بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية التي يندرج تساقط الشعر تحت قائمة تأثيراتها الجانبية مثل: العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لمرض السرطان، الأدوية الستيرويدية ومُضادات الاكتئاب، أقراص منع الحمل أو التوقف المُفاجئ عنها، أدوية النقرس ومُسيّلات الدم وبعض أدوية ضبط ضغط الدم وعلاج أمراض القلب والشرايين.
كما تلعب العوامل الوراثية الهرمونات الأنثوية دور كبير في التأثير على صحة ونمو الشعر، وتمر المرأة على مر حياتها بدايةً من مرحلة البلوغ وحتى انقطاع الطمث بسلسلة من التغييرات الهرمونية المُتوالية التي تُصنّف كأحد أهم اسباب تساقط الشعر خاصةً إن صاحبها سوءً في التغذية.
فكيف يُمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية لدى المرأة على صحة الشعر وعملية نموه خلال مراحل الحياة المُختلفة؟

اسباب سقوط الشعر أثناء الحمل

تؤثر التغييرات الهرمونية أثناء فترة الحمل على عملية نمو الشعر، ولقد اختلفت الآراء حول ماهية هذا التأثير؛ فالبعض يرى أن هذا التأثير إيجابيًا بفعل ارتفاع معدلات هرمون الاستروجين التي تُحافظ على الشعر في مرحلة النمو والثبات لأطول فترة مُمكنة مما يجعل الشعر يبدو أكثر غزارة وكثافة وطولًا عن حالته الطبيعية قبل الحمل.
ولكن إن كان الأمر كذلك فكيف تشكو أغلب السيدات من تساقط شعرهن خلال فترة الحمل؟
الإجابة، أنها شكوى وهمية أو بمعنى آخر أن الشعور بتساقط الشعر نفسه شعورًا وهميًا، فالشعر في حقيقة الأمر لا يتساقط وإنما تجف جذوره وتتكسّر بفعل ارتفاع مُعدلات هرمون البروجستيرون المُفرز من المشيمة والمبايض خلال فترة الحمل فيبدو وكأنه يتساقط.
ولكن هل يُمكن أن تؤثر التغييرات الهرمونية بشكل أو بآخر على دورة حياة شعر المرأة خلال فترة الحمل مُسبّبة تساقطه؟
الإجابة نعم ولكن بشكل غير مُباشر، فالتغييرات الهرمونية المُصاحبة لفترة الحمل تجعل المرأة في مزاجية سيئة وتوتر وضغط نفسي شديد ودائم بسبب متاعب الحمل وما يترتب عليه من تغييرات شكلية غير مرغوبة لدى أغلب النساء، ويزداد التوتر بالطبع باقتراب موعد الولادة.
ومن المعروف أن الشعر من أكثر خلايا جسم المرأة حساسية وتأثرًا بصحتها النفسية والجسمانية، وهو ما يُفسر نسبة من حالات تساقط الشعر لدى السيدات أثناء الحمل.
ولكن هل كل حالات تساقط الشعر أثناء الحمل تُشير أصابع الاتهام فيها إلى التغييرات الهرمونية؟
بالطبع لا، فهُناك العديد من اسباب تساقط الشعر قد يُصيب إحداها المرأة أثناء فترة الحمل مثل: قلة استفادتها من العناصر الغذائية التي تحصل عليها من خلال الطعام أو أقراص المُكملات الغذائية والتي تصب كلها في خدمة عملية نمو الجنين، ويزداد الحال سوءً إن كانت الأم نفسها تُعاني من الأنيميا أو مُضاعفات سوء التغذية قبل الحمل.
من ناحية أخرى تُعاني الحامل من زيادة في إفراز غددها الدهنية للزهم مما يترتب عليه شعرًا دهنيًا وفروة رأس تُعاني من إصابات فطرية ترفع من احتمالات إصابتها بسقوط الشعر خاصةً إن استخدمت مُستحضرات طبيعية أو كيميائية تُساعد على ترطيب شعرها الجاف بفعل هرموناتها المُتغيرة فتسبّبت في تساقطه عوضًا عن ذلك.

سبب تساقط الشعر بعد الولادة

تُعاني نسبة كبيرة من السيدات من تساقط الشعر بعد الولادة أو استمرار تساقطه فيما بعد الولادة، والتساؤل هل التساقط هذه المرة وهميًا كالمرة السابقة أم أنه شعورًا حقيقيًا؟
لا هذه المرة شكوكك في محلها والتساقط حقيقيًا، وهناك العديد من أسباب تساقط الشعر بعد الولادة يُمكننا حصرها في:
عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية وخاصةً هرمون الاستروجين الذي تنخفض نسبته بعد ارتفاعها طيلة فترة الحمل، مما ينقل الشعرة من فترة طويلة من السُبات أو الثبات في النمو إلى مرحلة الموت استعدادًا لنمو غيرها.
ولكن وفي بعض الحالات ومع استمرار مُعاناة الأم من سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية الهامة لنمو الجسم والشعر نتيجة عملية الرضاعة التي تسحب مخزون الفيتامينات والمعادن الغذائية من جسم الأم لبناء ونمو جسم الرضيع تستمر عملية سقوط الشعر بغزارة.
ويزداد الأمر سوءً مع عدم اهتمام الأم بالتغذية الصحية السليمة التي تُعوضها عما تخسره من عناصر غذائية خلال عملية الرضاعة، وهذا إلى جانب تعجُّل بعض النساء باتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن بعد الولادة قد تكون قاسية نوعًا ما بالنسبة لوضعهن.
وأخيرًا يأتي الإنهاك الذي يُصيب المرأة طيلة شهور الحمل وخلال وبعد الولادة، مع قلة في ساعات الراحة والنوم بعد الولادة نتيجة الانشغال برعاية الصغير ضمن أهم أسباب تساقط الشعر بعد الولادة.

لماذا يسقط شعر كبار السن؟

ربما لاحظتِ شكوى الأم أو الجدة المُتكررة من تساقط الشعر الغزير، أو ربما كانت تلك شكواكِ أنتِ إن كنتِ قد تجاوزتِ الـ 45 من العمر.
في الواقع إن تساقط الشعر بغزارة خلال هذه المرحلة العمرية والتي تبدأ من سن 45 وحتى سن 60 فيما فوق أمر طبيعي للغاية، فهو رد فعل طبيعي من جسمك على تراجع مستويات الهرمونات المُصاحب لانقطاع الطمث أو ما يُعرف بسن اليأس خاصةً وإن لم تحصلي على بدائل هرمونية تعوّض هذا النقص المُفاجئ.
من ناحية أخرى ومع عوامل التقدم بالعمر يُصيب الضعف خلايا الشعر كأي خلايا أخرى في جسم المرأة، ويؤدي هذا الضعف بالتبعية إلى تساقط الشعر.
وهذا إلى جانب مُعاناة السيدات في مراحل مُتقدمة من العمر من بعض الأمراض المُزمنة وتناولهن لبعض الأدوية التي تُصنّف تأثيراتها الجانبية من ضمن اسباب تساقط الشعر مثل: الإصابة بالسكري أو الخلل في هرمون الغدة الدرقية، أو تناول أدوية كأدوية ضبط ضغط وسيولة الدم وعلاج مشاكل القلب والشرايين.

وختامًا عزيزتي وبعد أن سردنا لكِ أهم اسباب تساقط الشعر ما عليكِ الآن إلا إحضار ورقة وقلم وتدوين ما ينطبق منها عليكِ لتفاديها والتخلص من مشكلة سقوط الشعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top